كانت زيارتنا الأخيرة لسوريا، وهي الثالثة على التوالي، ملهمة للغاية. في صباح يوم 3 أغسطس، وصلنا إلى مستشفى ابن النفيس بمهمة واضحة: تغيير حياة الناس. طبيبنا الماهر وليد الدعمةوالمهندس الموهوب معاذ عيسىيدا بيد لإكمال التركيبات النهائية وتسليم الأطراف الاصطناعية التي ستغير حياة الكثيرين.
الأول كان لـ عامر المصريوهو شاب في الرابعة عشرة من عمره فقد ساقه اليمنى من تحت الركبة وهو في الثانية من عمره بعد إصابته بشظايا انفجار.
والثانية كانت لـ هالة العريفيالبالغة من العمر 10 سنوات والتي واجهت فقدان ساقها اليمنى تحت الركبة قبل بضعة أشهر فقط بسبب انفجار لغم أرضي. سارت كلتاهما - بالمعنى الحرفي للكلمة - على أطرافهما الاصطناعية الجديدة المطبوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، وكانت خطواتهما الواثقة شهادة على المرونة والأمل.
بالإضافة إلى ذلك، تم الانتهاء من تركيب محمد نور الصلخديوهو شاب يبلغ من العمر 17 عاماً فقد ساقيه من أسفل الركبة بعد تعرضه لصعقة كهربائية قبل خمسة أشهر. سارت عملية التركيب بشكل جيد جداً، ومن المتوقع أن يتلقى أطرافه الاصطناعية النهائية قريباً.
تذكّرنا هذه اللحظات لماذا نستمر في العودة لنشهد الشجاعة ونستعيد القدرة على الحركة ونساعد في إعادة بناء الحياة، خطوة بخطوة.
